بسم الله الرحمن الرحيم
إلى فخامة الملك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظكم الله ورعاكم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الموضوع/ معروض اعفاء إلى الملك سلمان.
فخامة الملك:
في بداية خطابي هذا أرفع إليكم كل الشكر والتقدير والاحترام، على كل ما تقدمونه من أجل هذه البلاد العظيمة، وكل ما تقدمونه لخدمة شباب هذا البلد العظيم، أدام الله عزكم ومجدكم، ورفع الله قدركم في الدنيا والآخرة، ووفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
فخامة الملك:
يمر الإنسان في هذه الحياة بكل مراحلها، السعيدة والتعيسة، الحلوة والمرة، وقد تطول عليه تلك المرحلة وقد تقصر.
كنت أعيش مع أسرتي، وتحت كنف والدي، وكنا نعيش في سعادة غامرة، وترعرعت في هذا البيت وتحت سقفه، وأنهيت مرحلتي الجامعية – ولله الحمد – وبتقدير ممتاز، وبعد تخرجي بدأت مشوار حياتي، وعملت في وظيفة عادية، ولكنها لم تكن كافية لتوفير مهر وحاجيات الزواج.
فخطرت على بالي فكرة، وهي أخذ قرض من البنك، لعمل مشروع خاص بي، وتوفير تكاليف الزواج من مهر وغيره.
وبدأت المعاملة في البنك، وقد وافق الوالد على الفكرة وبدأ في المعاملة معي، بحكم المعرفة والسمعة الكبيرة التي يتمتع بها.
وبعد الحصول على القرض، وهو عبارة عن مبلغ كبير وكافٍ لمشروعي الخاص وزواجي أيضًا، وإيجار شقة وشراء الأثاث المناسب لها.
وعند بداية مشروعي، وبعد أن تزوجت وأصبحت أسكن في شقتي الجديدة.
توفي والدي وسندي، والعقل المفكر لأسرتي، والجبل الذي كنت أستند إليه، توفي من كنت أشعر بالأمان بوجوده إلى جانبي.
في هذه الصدمة الكبيرة، تعبت كثيرًا، تعبت نفسيًّا، وأصابني من الحزن ما أصاب يعقوب على ابنه، حتى لم أستطع أن أفكر بشيء، وقمت بتوكيل المشروع لأحدهم، لم يكن لدي أدني فكره عما أقوم به من تصرفات.
انعزلت عن هذا العالم أيامًا كثيرة، بل لعلها أشهر، وأنا أحاول تقبل حياتي بدون أبي، أحاول أن أعيش بدون حنان الأب، كنت أعاني من هذا الألم، وما زلت حتى هذه اللحظة.
كنت أتعامل مع أبي معاملة الصديق لصديقه، فقد كان صديقي ووالدي وأخي وحبيبي، كنت لا أكاد أفترق عنه يومًا، لا بد أن أجده لأرتاح، كان نعم الأب، ونعم الصديق، ونعم الأخ، ونعم الناصح والمسدد لي، أحاول أن أتعافى سريعًا من هذا كله، ولكن دون جدوى.
ومرت الأشهر، وبدأت أستعيد عافيتي، وأفكر في كلام والدي، الذي كان ينصحني أن أبقى قويًّا متينًا، جلدًا، أتحمل الصعاب، وأمضي في حياتي بكل قوة وعزة.
ذهبت لأرى ماذا حلَّ بمشروعي، وجدت العجب، وجدت ذلك المشروع الجميل يتهاوى ويسقط، لا بل سقط بالفعل.
خسرت ذلك المشروع فعليًّا، تلك الأموال التي بذلتها فيه، وذلك القرض البنكي، كيف أفعل به، يا إلهي، فعلًا أصبحت محتارًا وفي ضيق شديد، ولا تستطيع رجلاي أن تحملاني، أكاد أسقط كما سقط ذلك المشروع.
ما العمل الآن؟ كيف أستطيع سداد ذلك القرض، من أين لي بذلك المبلغ الكبير؟
وكانت أسباب سقوط المشروع كثيرة جدًّا، من بينها: ضعف الإدارة وقلة الخبرة فيها، وكثرة الاعتماد عليه في توفير متطلبات الحياة، بسبب غيابي وغياب والدي.
هذا كله أدى إلى نتائج كارثية، وصعب السيطرة عليها إلا بمبلغ كبير يغطي العجز الذي حصل، ويعوض الخسارة، ويعود المشروع كما كان.
ولكني لا أملك الآن أي مبلغ مالي، والبنك يطالبنا بالقرض، ويجب علينا سرعة سداده، كل هذا وأكثر جعلني أبيع ما تبقى من المشروع الهالك، وبمبلغ يسير جدًّا لا يساوي حتى ثلث القرض، ودفعته للبنك، حتى آخذ نفسًا أفكر فيه، وأبدأ بالتحرك يمينًا وشمالًا من أجل جمع المبلغ لتسديد القرض.
دعوت الله أن يسهل لي جمع المبلغ وتسديد ما عليَّ من دين للبنك.
وبدأت بطرق الأبواب والبحث في كل مكان، ولكن لم أجد لذلك سبيلًا.
حتى نصحني أحد الإخوة الكرام، بكتابة معروض اعفاء إلى فخامتكم، وأنه لا يعدم الخير من جنابكم، وأنَّ لكم اليد الكبرى في هذا المجال، ولكم اليد السباقة في مساعدة المحتاجين والفقراء.
فخامة الملك
أرفع إليكم خطابي هذا – معروض اعفاء – وأنا في أمسِّ الحاجة إليكم وإلى مساعدتكم والتوجيه إلى من يهمه الأمر في إعفائي من هذا الدَّين الذي أهلكني، وأذهب عني الراحة والطمأنينة.
فخامة الملك:
أصبحت بدون عمل، وبدون مشروع، وبدون أب أيضًا، وفوق ذلك كله، تلك الديون التي على كاهلي، أتعبتني جدًّا، أخذت مني راحتي وصحتي.
فخامة الملك:
أرجو من فخامتكم التكرم والتوجيه إلى من يهمه الأمر بإعفائي من هذا الدين، وأنا على يقين بالله سبحانه وتعالى ثم بكرمكم وإحسانكم لي.
سائلًا المولى عزَّ وجلَّ أن يجعلكم ذخرًا لشباب هذا الوطن، وأن يديم مجدكم وعزكم، وأن يوفقكم لما يحبه ويرضاه.
مرفق إليكم الأوراق والبيانات اللازمة لتثبت صحة ما ذكرته في الخطاب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مقدم الطلب/
البريد الإلكتروني/
رقم الهوية الوطنية/
محل الإقامة/
رقم الهاتف/
التوقيع/