المنح الدراسية لغير السعوديين بجامعة الامام

إلى معالي الأستاذ الدكتور/ ……………………………………… حفظه الله ورعاه.

رئيس جامعة الإمام محمد بن سعد.

حياكم الله تحية طيبة، وبعد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الموضوع/ خطاب طلب منحة لغير السعوديين.

في البداية وجب عليّ أن أتقدم بالشكر والتقدير والدعاء الحسن لكم ولصرحكم العالي والمميز عن جميع الصروح العلمية الأخرى، حيث لا يشابهه صرح في العالم بهذا الأداء وهذه الجودة، بكم يحفظ الله الدين وبطلابكم في جميع أنحاء الأرض ينتشر الخير ويعم السلام عليهم بسبب انتشار هذا الدين العظيم، دين الحق، دين الصراط المستقيم، بل لم يقتصر على ذلك بل جمعتهم بين الدين والدنيا، وما أجمل الدين والدنيا إذا اجتمعا!

فكلمات الشكر قليلة في حقكم، نعم! والله قليلة جدًّا، فجزاكم الله خيرًا، وبارك الله في علمكم وعلمكم، وجمعنا الله وإياكم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.

معالي الدكتور:

أنا الطالب/ ………………………………….. أحمل جنسية/ ……………………………………. رقم الجواز/ …………………………………..

نشأت في بيئة ملتزمة ومحبة للدين، وقد حفظت القرآن في سن مبكرة جدًّا، حيث كان والدي خطيبًا وإمامًا للجامع الذي كنت أحفظ فيه القرآن.

ومرت الأيام على ذلك وبدأت في حفظ القراءات، قراءةً تتلوها قراءة، حتى أتممت السبع بفضل من الله ومنة منه في الصف الثالث الثانوي.

وقد وجدت القرآن الكريم نوري في طريقي وسعادتي، وجنتي في صدري، كان يجعل حياتي أجمل وأتقرب به إلى الله بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار.

وكان والدي حفظه الله ورعاه، وما زال يخبرني أن عليّ أن أصبح شيخًا كبيرًا يعلم الناس الدين، ويسعى إلى نشر الدين في جميع أصقاع الأرض.

وقد بدأت في تعلم الصحيحين وحفظهما وفي أخذ بعض المتون، ولكنها تكون للمعرفة لأني في الغالب لا أفهم المراد أو بعض المصطلحات والمراد منها وتحتاج إلى توضيح وتبسيط.

وحرصت أن أدرس في الثانوية بشكل ممتاز؛ حتى أحصل على مجموع ممتاز، لأتمكن من الحصول على منحة دراسية، لأن وضعنا المادي لا يسمح لي بذلك، لذلك كنت مجدًّا مجتهدًا في دراستي، وقد كان القرآن رفيق دربي يؤنس وحشتي ويزيل حيرتي.

وكان نعم الرفيق ونعم المساعد لدربي الطويل، فالحمد لله رب العالمين على نعمة القرآن والحمد لله على نعمة الإسلام.

وبتوفيق من الله حصلت على درجة ممتاز في الثانوية العامة.

وكنت أعلم جيدًا أن العلم الذي أسعى لأجده وبالشكل المطلوب وبجودة عالية جدًّا وفي أفضل جامعة هي جامعة الإمام في المملكة العربية السعودية حفظها الله.

لذلك وبعد جهد وإطلاع طوال سنة كاملة ومحاولة الحصول على المنحة، لم أستطع وقد سجلت في هذه الجامعة أكثر من مرة.

ولا يخفى عليكم ما تمر به بلادنا من حروب واقتتال سيكون من الصعب الحصول على العلم الشرعي من مصدره الصحيح في بلادي هذه.

وقد مرت السنة الأولى وحاولت في أكثر من جامعة سعودية شرعية، ولكن دون جدوى، على الرغم أن المنح لم تكن محظورة على الجنسية التي أحملها.

ولكن قدر الله وما شاء فعل.

ومرت السنة الأولى وأنا لم أتعب من المحاولة، ولا بد من الحصول عليها، ولا أريد أن ينتهي حلمي هنا، وأن يضيع في هذه البلد التي أضاعوها أهلها.

ومرت السنة الثانية وما زلت أحاول وأحاول ولكني لم أحصل على ما أريد، ولله في ذلك حكمة وشأن، حتى أضع بين يدي معاليكم هذا الخطاب وأتشرف بذلك.

ستكون فرحتي غامرة جدًّا وسأكون سعيدًا جدًّا، وسيكون والدي أيضًا سعيدًا جدًّا في هذا؛ لأنه لا يريد أن أدرس في هذه البلاد لأنه يعرف الوضع جيدًا فيها.

وفي كل مرة يخبرني أني إذا أردت العلم فعليّ أن آخذه من مصدره الصحيح.

ولا شك ولا ريب أن جامعتكم هي أفضل جامعة في العالم للحصول على هذا العالم، فقد رأيت من أصدقائي العلم الواسع والفهم ونور البصيرة وقد سمعت منهم الكثير عن جامعتكم، أصدقائي الذين درسوا في جامعتكم، وكذلك الذين يدرسون فيها حاليًا، ورأيت منهم العلم الصحيح، ولو تعلمون كم أغبطهم بل قد أحسدهم على هذا العلم وهذا الفهم، واسأل الله أن يزيديهم من فضله.

معالي الدكتور:

أعيش في أسرة بسيطة جدًّا والدي يعمل في مسجد بعيد من المدينة براتب زهيد جدًّا، هذا الراتب قد لا يمكنني في أن أدرس هنا في بلادي بسبب غلاء المعيشة وبعد الطريق والاحتياج إلى المواصلات يوميًّا، وإذا مكثت في سكن الجامعة فإنهم لا يوفرون أي شيء بل الأكل والشرب والملبس على حساب الطالب نفسه، ولا بد أن هذا سيكون مكلفًا جدًّا عليّ وعلى والديّ.

معالي الدكتور:

أعتذر عن الإطالة ولكنها كانت مهمة لتحتوي على كل شيء أردت قوله لمعاليكم، فقد أردت أن أخرج ما في قلبي لأضعه بين أيديكم، لأجد من عطفكم وحنانكم ورأفتكم وحبكم للخير ما يحتويه وينقذه مما هو فيه.

معالي الدكتور:

لعل كلماتي وصلت إليكم، فأنا أرجو من معاليكم قبول خطابي هذا وإعطائي منحة دراسية للدراسة في جامعتكم الموقرة، أدامها الله أجيالًا وأعوامًا وسنين، وهي تُخرِّج آلاف الطلاب من العلماء والدكاترة والمشايخ والدعاة وغيرهم من التخصصات الأخرى.

فلله دركم، وأنعم وأكرم بكم.

معالي الدكتور:

إن وصلكم كتابي فلا تردونني خائبًا مكسورًا، والله لا أبتغي بهذه المنحة وهذه الدراسة إلا وجه الله ولا أريد إلا الأجر والجزاء الحسن منه، فأنا أسعى أن أدرس الطلاب وأعلم الناس دينهم في منطقتي وفي مناطق كثيرة بالعالم كله.

والله سبحانه أسأل أن يوفقكم لما يحب ويرضى وأن يحسن إليكم ويجزيكم خيرًا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اسم الطالب/ …………………………………

الجنسية/ ………………………………..

المدينة/ ………………………………..

رقم الجواز/ …………………………………

معدل الثانوية/ ………………………………..

عنوان البريد الإلكتروني/ ………………………………..

رقم الهاتف/ ……………………………….

التوقيع/ ………………………………..